الأحد، 2 نوفمبر 2008

الأمـــــــــــــــــل









تزوجا..



وكانا أسعد زوجين ..


وفاض حبهما ، حتى شمل كل الناس..


أحبا الناس


وأحبهما كل الناس ..



وكان يجلس بجانبها ويقول بصوت حالم :



-عندما يرزقنى الله بولد سأسميه عمر على اسم أبى ..

وإذا رزقنى بنتا سأسميها على اسم والدتك ..




وكانت تتنهد فى فرحة وتقول:


-إذا كان ولداً أرجو أن يكون شبهك ،
وإذا كانت بنتا أرجو أن تشبه أختى ..

.
.
.

ومرت الأيام ..


أيام كثيرة ..






وفى كل يوم يجلس بجانبها ويقول :



-لو كان ولدا سأدخله مدرستى ..مدرسة الإبراهيمية

.

وإذا كانت بنتا سأدخلها الألمانية،
إنها خير مدرسة لتنشئة البنات.




وترد قائلة :



-إذا كان ولدا سأسترى له دراجة عندما يبلغ السادسة ،

وإذا كانت بنتا سأعلمها الطبخ والتدبير حتى تكون
زوجة صالحة..
.
.
.


ومرت الأيام ..


مرت عشر سنوات .



.وذهب أليه أصدقاؤه وقالوا له :



- لقد مرت عشر سنوات ولم تنجب من زوجتك ،
إن من حقك أن تتزوج غيرها ..


لماذا لا تتزوج غيرها ، وتنعم بالأولاد ..






ورد عليهم بهدوء :


- ما ذنبها .. ثم إنى أُحبها ..



وعادا يجلسان ساعة العصر فى الشرفة ،
أحدهما ملتصق بالآخر

.
.

ويقول وهو يسرح بعينيه فى السماء :

-عندما يكبر ابنى أريده أن يكون ضابطا فى الجيش ..




وتقول وعلى شفتيها ابسامة حلوة :

-عندما تكبر ابنتى سأزوجها رجلا تحبه ..






ومرت الأيام ..




ويئس أصدقاوه من إقناعه بالزواج من غيرها ..




مرت أيام كثيرة ..




وأصبح فى الستين من عمرة ،
وأصبحت فى الخمسين ،
وكانا يجلسان ساعة العصر فى الشرفة ،
أحدهما ملتصق بالآخر






وكان يقول :


-عندما يكبر ابنى سأطلب منه أن يعيش هو وزوجته معنا .

وكانت تقول :


-عندما تكبر ابنتى لن أتدخل بينها وبين زوجها .






ومرت السنون ...





ودخل عليهما الأصدقاء يوما فإذا هما بجانب بعضهما ..


أحدهما ملتصق بالآخر ..
.
.
عيونهم مغمضة إلى الأبد ..

.
.
وشفاههما منفرجة انفراجة الأمل ،





وكأنه لايزال يقول :

-عندما يكبر ابنى ..............








وكأنها لا تزال تقول :

-عندما تكبر ابنتى ..................














من مجموعة " عقلى وقلبى " القصصية




لإحسان عبدالقدوس