الأحد، 14 ديسمبر 2008

قوَّاد الغرام




فى كل إنسان تعرفه .. إنسان لا تعرفه



حين تقرأ شخصا وتؤمن به روحا وعقلا
ثم حين تراه لا ترى فيه ما كنت معتقدا به
تكتشف أنك إنما كنت تقرأ
غير رآءٍ ما ورآء الحروف والكلمات
إذا ً .. لابد لك من الكفر بما كنت تؤمن
......




قَـَــــوَّاد الـــــغـــــرام





قريـــــبـــــــــــا ً...

الأحد، 2 نوفمبر 2008

الأمـــــــــــــــــل









تزوجا..



وكانا أسعد زوجين ..


وفاض حبهما ، حتى شمل كل الناس..


أحبا الناس


وأحبهما كل الناس ..



وكان يجلس بجانبها ويقول بصوت حالم :



-عندما يرزقنى الله بولد سأسميه عمر على اسم أبى ..

وإذا رزقنى بنتا سأسميها على اسم والدتك ..




وكانت تتنهد فى فرحة وتقول:


-إذا كان ولداً أرجو أن يكون شبهك ،
وإذا كانت بنتا أرجو أن تشبه أختى ..

.
.
.

ومرت الأيام ..


أيام كثيرة ..






وفى كل يوم يجلس بجانبها ويقول :



-لو كان ولدا سأدخله مدرستى ..مدرسة الإبراهيمية

.

وإذا كانت بنتا سأدخلها الألمانية،
إنها خير مدرسة لتنشئة البنات.




وترد قائلة :



-إذا كان ولدا سأسترى له دراجة عندما يبلغ السادسة ،

وإذا كانت بنتا سأعلمها الطبخ والتدبير حتى تكون
زوجة صالحة..
.
.
.


ومرت الأيام ..


مرت عشر سنوات .



.وذهب أليه أصدقاؤه وقالوا له :



- لقد مرت عشر سنوات ولم تنجب من زوجتك ،
إن من حقك أن تتزوج غيرها ..


لماذا لا تتزوج غيرها ، وتنعم بالأولاد ..






ورد عليهم بهدوء :


- ما ذنبها .. ثم إنى أُحبها ..



وعادا يجلسان ساعة العصر فى الشرفة ،
أحدهما ملتصق بالآخر

.
.

ويقول وهو يسرح بعينيه فى السماء :

-عندما يكبر ابنى أريده أن يكون ضابطا فى الجيش ..




وتقول وعلى شفتيها ابسامة حلوة :

-عندما تكبر ابنتى سأزوجها رجلا تحبه ..






ومرت الأيام ..




ويئس أصدقاوه من إقناعه بالزواج من غيرها ..




مرت أيام كثيرة ..




وأصبح فى الستين من عمرة ،
وأصبحت فى الخمسين ،
وكانا يجلسان ساعة العصر فى الشرفة ،
أحدهما ملتصق بالآخر






وكان يقول :


-عندما يكبر ابنى سأطلب منه أن يعيش هو وزوجته معنا .

وكانت تقول :


-عندما تكبر ابنتى لن أتدخل بينها وبين زوجها .






ومرت السنون ...





ودخل عليهما الأصدقاء يوما فإذا هما بجانب بعضهما ..


أحدهما ملتصق بالآخر ..
.
.
عيونهم مغمضة إلى الأبد ..

.
.
وشفاههما منفرجة انفراجة الأمل ،





وكأنه لايزال يقول :

-عندما يكبر ابنى ..............








وكأنها لا تزال تقول :

-عندما تكبر ابنتى ..................














من مجموعة " عقلى وقلبى " القصصية




لإحسان عبدالقدوس




الخميس، 18 سبتمبر 2008

وانكسر الصنم



دائما ما كانت تتحاشى أن تكتب عن شىء خاص بها أو فلنقل أن تبوح به لأحد غيرها وغيرى بالطبع


كنت أحترم ذلك - فلكل منا وجهة نظره التى تختلف بالطبع عن سواه- ولم أكن أحاول الضغط عليها ، إلى أن جاء هذا اليوم يوم رأيتها

تكتب قائلة سأنشر تلك الخاطرة

لم اكن اصدقها فى بداية الأمر وتخيلت أنها مزحه وذلك لشدة إنطوائها وتقوقعها داخل عالمها الصغير


فما منى إلا أن سالتها عما تنوى الكتابة عنه ولماذا الان قررت الكتابه

فاجابتنى بكلمتين انكسر الصنم


حينها علمت ما تعنيه وتاكد لى ما رأيته بعينى


فاليوم استطاعت ان تتغلب على انطوائها، استطاعت ان تجد ذاتها المفقودة منذ سنوات عدة


اليوم فقط قرَرَت أن تمحو أطلال الماضى بما يتجسد فيها من أمال وآلام

أمال لم تتحقق وآلام تحققت بأبشع صورها


دائما ما كنت اتحدث إليها محاولة إخراجها من عزلتها لتمضى قدما نحو المستقبل


تاركة خلفها كل ما يؤلمها ، أن تحاول مجاوزة ذلك الدرج المكسور الذى توقفت عنده منذ اربعة سنوات


فامامها سُلم الحياة درجات ودرجات


الا انها كانت تأبى طالبة منى تركها وشانها فالله قدر لها العيش هكذا إلى أن تموت ،

ولِمَ كل هذا فكثيرا ما يقع الانسان فى محن ويُسلب منه ما يتمنى

وكثيرا ما تتهاوى أحلامه أمام عينيه إلا أنه يقوم ويقوى ويعقد العزم ليمضى قدما


كثيراً ما كنت ألومها وأشفق عليها فى الوقت ذاته


فليست القلوب كبعضها البعض - هناك من يملك القدرة وهناك من لا يملك - للتغلب على محنه


وقد كنت اشعر أنها من النوع الاخر ولكن يبدوا أننى أخطات التهكم ،


فها هى وبدون سابق إنذار تحيا من جديد بكل حيوية ونشاط وتفاؤل وحب


تُرى ما سر تلك الانطلاقة المفاجأة


صدقونى ، اشعر وكأنها ولدت من جديد وقد عاد ذلك القلب الجريح إلى براءته مرة اخرى


كان الجميع يراها من الظاهر فرحة ، متفائلة ، حيية ، خائفة بعض الاحيان وفى البعض الاخر هادئة واثقة كمثيلاتها


ممن سيشاركونها الاحتفال
الا انا فقد كنت اراها من الداخل ............


وفى يديها آلة كتلك التى تضمها بأناملها محاولة بكل ما أوتيت من قوة أن تدمر كل جراحات الماضى

التى كانت تشبة الى حد كبير " هُبل "


تصرخ وتبكى تجز على اسنانها وتأن ، ترفع يديها بقوة لتسقطها بقوة اكبر مرة.. اخرى .. ثالثة


والكل يراها مبتسما حيناً ، منصتا حينا آخر وفى أعينهم نظرة الانتظار


إلى أن جاءت تلك اللحظة ..


اللحظة التى انتظرتها منذ أربعة أعوام لحظة انتصارها على " ُهبل " ذلك الضخم المتجهم


حينها أطرقت حياءً وأخذ الجميع يصفق بشدة لمن سمعو منها على حد قولهم شهد الكلمات


اما انا فكنت أصفق لتلك التى استطاعت أن تدمر هُبل


أما هى فكانت تبتسم فرحاً تريد إعلانها للجميع


أخيراً.. إنكسر الصنم ..

كتبت فى 12/4/2008

الثلاثاء، 1 يوليو 2008

أضاءت بيتنا الشمسُ




أضاءت بيتنا الشمسُ



لكل منا شمس تضىء حياته
وفى الأغلب لدى الجنسين منا أن يكون الحبيب والحبيبة هما تلك الشمس التى تضىء حياة المحبين
أما شمسى أنا فتختلف بعض الشىء
شمس حينما تغيب عن حياتى أشعر وكأن روحى سلبت منى
وكأن الثلج يغطى كل جوانبى
لأن تلك الشمس هى النجم الذى يمدنى بالحياة والنشاط
هو مَنْ يدفعنى دائما للأمام
من يساندنى ، يحتوينى ، يشجعنى ،يتمنى لى الأفضل دوما ، يحنو علىَّ

هو " أبى "

أبى هو شمس حياتى الذى يبثُّ فيها النور حين يكون بقربى ،والظلمة حين يسافر بعيدا عنى
فكعادة معظم المصريين ،أبى واحد ممن يسافرون للعمل بالخارج ، وأنا كمعظم الأبناء مرتبطة أشد الارتباط به
وكمعظم الأبناء أتمنى لو يظل دائما بقربى لا يفارقنى لحظة
لكن قدر الله وماشاء فعل.
واخيرا بعد أيام عديدة قضاها بيتنا فى الظلام أضاءت بيتنا الشمسُ
عاد أبى ليضىء حياتى مرة أخرى لأعود وأشعر بدفىء حنانه والأمان بقربه
وبالرغم من سعادتى بعودته ، وبشعورى بالدفىء حقا
أعتِل هَمّ فراقنا مرة اخرى
وأتمنى ألا تأتى هذه اللحظة ابدا
فأنا فى أشد الحاجة لتلك الشمس وذاك الدفىء وهما بقربى فضلا عن أن يكونا بعيدين عنى
وأدعوا الله ألا يأتى اليوم الذى ستفارقنى تلك الشمس للأبد

رحم الله آباء وأمهات المسلمين ويحسن ختامهما أجمعين
ويرحمهما كما ربيانا صغارا

إلى كل ابن وكل والدٍ ووالدة
حافظوا على تلك الشمس
واستمتعوا بذاك الدفىء

واستشعروا حنانه

فالله وحده يعلم متى سنفقد هذا الشعور للأبد
الأمر الذى لا مفر منه
كما قال سبحانه وتعالى

" كل نفسٍ ذائقة الموت"

اللهم بارك فى أعمار آبائنا وأمهاتنا



السبت، 14 يونيو 2008

حـوار على باب المنفى


حـوار على باب المنفى

لماذا الشِّعْرُ يا مَطَـرُ ؟
أتسألُني لِماذا يبزغُ القَمَـرُ ؟
لماذا يهطِلُ المَطَـرُ ؟
لِماذا العِطْـرُ ينتشِرُ ؟
أَتسأَلُني : لماذا ينزِلُ القَـدَرُ ؟!
أنَـا نَبْتُ الطّبيعـةِ
طائـرٌ حُـرٌّ،
نسيم ٌبارِدٌ ،حَـرَرُ
محَـارٌ .. دَمعُـهُ دُرَرُ !
أنا الشَجَـرُ
تمُـدُّ الجـَذْرَ من جـوعٍ
وفـوقَ جبينِها الثّمَـرُ !
أنا الأزهـارُ
في وجناتِها عِطْـرٌ
وفي أجسادِها إِبَـرُ !
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهـراً
ستَزْدَهِـرُ .
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ .
فليتَ ) ا للا ّت ( يعتَبِرُ
ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
ويعتَـذِرُ !
*
لقد جاوزتَ حَـدَّ القـولِ يا مَطَـرُ
ألا تدري بأنّكَ شاعِـرٌ بَطِـرُ
تصوغُ الحرفَ سكّيناً
وبالسّكينِ تنتَحِــرُ ؟!
أجَـلْ أدري
بأنّي في حِسـابِ الخانعينَ، اليـومَ،
مُنتَحِـرُ
ولكِـنْ .. أيُّهُم حيٌّ
وهُـمْ في دوُرِهِـمْ قُبِـروا ؟
فلا كفُّ لهم تبدو ولا قَـدَمٌ
لهـمْ تعـدو ولا صَـوتٌ،
ولا سَمـعٌ، ولا بَصَـرُ .
خِـرافٌ ربّهـمْ عَلَـفٌ
يُقـالُ بأنّهـمْ بَشَـرُ !
شبابُكَ ضائـعٌ هَـدَراً
وجُهـدُكَ كُلّـهُ هَـدَرُ
بِرمـلِ الشّعْـرِ تبني قلْعَـةً
والمـدُّ مُنحسِـرُ

فإنْ وافَـتْ خيولُ الموجِ
لا تُبقـي ولا تَـذَرُ !
هُـراءٌ .. ذاكَ أنَّ الحـرفَ قبلَ الموتِ
ينتَصِـرُ
وعِنـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وبعـدَ الموتِ ينتَصِـرُ
وانَّ السّيفَ مهمـا طالَ ينكَسِـرُ
وَيصْـدأُ .. ثمّ يندَثِـرُ
ولولا الحرفُ لا يبقى لهُ ذِكْـرٌ
لـدى الدُّنيـا ولا خَـبَرُ !
وماذا مِن وراءِ الصّـدقِ
تنتَظِـرُ ؟
سيأكُلُ عُمْـرَكَ المنفـى
وتَلقى القَهْـرَ والعَسْـفا
وترقُـبُ ساعـةَ الميلادِ يوميّاً
وفي الميلادِ تُحتضَـرُ !
وما الضّـرَرُ ؟
فكُلُّ النّاسِ محكومـونَ بالإعـدامِ
إنْ سكتوا
وإنْ جَهَـروا وإنْ صَبَـروا،
وإن ثأَروا وإن شَكـروا،
وإن كَفَـروا
ولكنّي بِصـدْقي
أنتقي موتاً نقيّـاً
والذي بالكِذْبِ يحيا
ميّتٌ أيضَـاً
ولكِـنْ موتُـهُ قَـذِرُ !
وماذا بعْـدُ يا مَطَـرُ ؟
إذا أودى بيَ الضّجَـرُ
ولـمْ أسمَعْ صـدى صـوتي
ولـمْ ألمَـح صـدى دمعـي
بِرَعْـدٍ أو بطوفـانِ
سأحشِـدُ كُلّ أحزانـي
وأحشِـدُ كلّ نيرانـي
وأحشِـدُ كُلّ قافيـةٍ
مِـنَ البارودِ
في أعمـاقِ وجـداني
وأصعَـدُ من أساسِ الظُلْمِ
للأعلى
صعـودَ سحابـةٍ ثكْـلى
وأجعَـلُ كُلّ ما في القلبِ يستَعِـرُ
وأحضُنُـهُ .. وَأَنفَجِـرُ !

الجمعة، 16 مايو 2008

الــصـــــديـــــق






الصديق مرآة النفس

اذا المرء لم يرعاك الا تكلفا.. فدعه ولا تكثر عليه التاسفا
ففي الناس ابدال وفي الترك راحة .. وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا
فما كل من تهواه يهواك قلبه ..ولا كل من صافيته لك قد صفا
اذا لم يكن صفو الوداد طبيعة .. فلا خير في ود يجيء تكلفا
ولا خير في خل يخون خليله .. ويلقاه من بعد المودة بالجفا
وينكر عيشا قد تقادم عهده .. ويظهر سرا كان بالامس قد خفا
سلام على الدنيا اذا لم يكن بها .. صديق صدوق صادق الوعد
صديق صدوق صادق الوعد منصفا
هل لديك مثل هذا الصديق
عن نفسى اعتقد أنى قد وجدته
واتمنى أن تجده فى يوم من الايام
لأنه حقا تصعب الحياة بدونه
صديقتى إنى احبك ف الله
.
.
.
.