وطهَّرني وبصَّرني
سموت كأنما أمضي
فلا قلبي من الأرض
سموت ودق إِحساسي
نسيت صغائر الناسِ
ذكرى لشروق فجر جديد
يشهد عليه .. شاهد من أهلها
ذكرى لشروق فجر جديد
يشهد عليه .. شاهد من أهلها
قلتَ يومً أننا " توأم" .. وقلتُ " واحدان " .. ورددتَ من بعدي " واحدان ".. ورددتُ من بعدك " توأم "..
قلتها ولكنك لم تدرك معناها .. ليس الواحدان بتوحد الجسد .. بل بتوحد الروح
ان تشعر ان الله قد خلقك بنصف روح وخلق من واحدك النصف الأخر لتكتمل صورتك
ويتشكل بناء قلبك .. وأنك بحفاظك على تلك الصورة الروحانية .. تحافظ على جزءك الأخر
ولكن كيف نحافظ على ذلك الجزء مع استمرارنا الطعن فيه ..
وأخيرا نعته .. بالرماد !!!
بعد طويل عناء .. وطويل تفكيرأهتديت الى ..
من العجيب أنك تريد ان تقول لا .. بعد ما قلت نعم
ومن المحزن أن يتزعزع تمثال بات بعينك يوما ..
مثالك الذي بت تنشده لحظات ولحظات
وهاهي لحظاتك تقتل اجمل ما فيك .. براءتك
لا تتعجب فربما كانت يدك سبب ما حل بهذا التمثال من خداج ..
لنفترق كثيرا
لخير ما نحن به
لوكان خيرا
لنفترق كثيرا
فما عدت احتمل ..
أقصد بالخداج .. ما حلَّ بتمثالي من نقص .. ربما أكون أنا المتسببة فيه
في قصتنا التي أعطيتك إياها -والتي لم يقرؤها أحد سواك -كنت صديقي
صديقي الذي أبني فيه أحلامي وأحلامه ، بل أبنيه ذاته .. وأسترفد منه ما يُكْمِلُ بنياني
لم أكن أعلم أن تمثالي الفريد سيصيبه خداج لمجرد أن أساسه الذي بُنِيَ عليه وهو (الصداقة )
قد تبدل ( حباً ).. وما كان الحب يوما مُهدِماً ..
لكنه الواقع الذي يأباه قلبي ويصدقه - فى تعجبٍ- عقلي ..
ولا غرو
.. فما عدت أنت تمثالي الصدوق الذي بت أنشده أياماً وأيام ، وأبني فيه دون كللٍ أو ملل، فإذا ما تمَّ بنيانه أهديه بيدي لمن تستحقه
.. ولا عدت أنا ذات النفس الطاهرة التي تحمل مقدرة الإيثار، فأؤثر غيري على نفسي بتمثالي ،
خاصة بعد أن تبدل أساسه الصدوق إلى " حب "..
تبدل - ويا أسفا - تبدلت معه مقدرتي
وغدوت بعد أن كنت أبني .. أهدم
بعد ان كنت أزرع .. أحصد
ولكن حصاد الهشيم ..
أحصد وأجني ما اقترفت يداي ، أجني أياما وأيام دون أن أرعى ما أراه من خداج اهتماماً..
وفجأة .. وبعد تسع ٍ من تغيير الأساس
بعد تسع ٍ مما اقترفته يداي ( و يداك )..
ها نحن نجني لحظات تضاد فى معناها ، المعنى الذي تبدل عليه الأساس - ولا غرو- فما عدتُ أبني فيك
ولا عدتَ ترفدني ..
وكيف أبني فيك وأنت الذى أوحيت لي بما اقترفته يداي - وإن كان موحىً من قبل وحيٌ غير مؤكد-
كيف وقد تسببت يداك فى خلق ذاك الإحساس فى نفسي .. كيف ..
صديقي .. الحب ليس كالموجة تعلو وتهبط فى لجج البحار العاتية
الحب .. هو المرسى الذي نطمئن إليه .. الضفة القصوى التى تخايلُ أعينناونتمنى لو نأوي إليها فارين من مَهْوَانَا..
لذا .. دعنا نكف قليلا بناءً وهدما ..
دعنا نعيد مؤن البناء .. ونضرب بالهدمِ ومؤنه عرض الحائط..
دعنا نعيد لأنفسنا النفس البريئة .. النفس الطاهرة ..
ونقتل ( الأمارة بالسوء ) - لا النفس الذكية - لأن من قتل نفساً ذكيّة ً " فكأنما قتل الناس جميعا "
.. ومن أحياها " فكأنما احيا الناس جميعا "
وكلانا يريد - مجازاً لا حقيقة - أن يُحْيي الناس جميعا
نحييهمو بالإيثار .. بالطمأنينة .. بالحب
بالحب الصادق الذي لا يصيبه وهن .. أو يسري فى تلافيفه ماء الشيطان الآسن ..
.. أريد أن أقتات منكَ ما يُعيد بنائي ويكمله ، ويساعدني فى بنائي إياك..
فهل ستقيتني ؟
أم أن شمس الحب قد طلعت من مشرقها..
كانت تعتقد أن نفسها ستطمئن بعد ان سَمِعَتْ الصوت "العَمريَ"